أخطرالتحديات التى تواجه الصحفى
من أخطر التحديات، التي تواجه الصحفي الآن، ما تطرحه الثورة الراهنة، في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من مستحدثات ونتائج وآثار متوقعة، في مستقبل الصحافة كصناعة وكمهنة. وقد حذر إبراهيم نافع، رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية، في برنامجه الانتخابي كنقيب للصحفيين، في مصر عام، من أن التطور، في تكنولوجيا البث التليفزيوني المباشر، سيكون له انعكاساته على الإعلام المكتوب والمقروء والمسموع، وحدد النتائج المتوقعة لذلك، فيما يلي:
1.سيطرة الإعلام المرئي، ولغة الصورة على عيون البشر وعقولهم،
وخاصة بعد انتشار القنوات الفضائية، وأجهزة الاستقبال الأرضية،
والهوائيات المتطورة، وأجهزة التليفزيون الحاملة لتقنيات الاستقبال.
2. تحكم الإعلام المرئي، الذي يُبث من الفضاء، في مبدأ حرية تداول
المعلومات، والصور، والبرامج مع تآكل إمكانيات الرقابة السياسية
والقانونية، من الدول المستقبلة للبث المباشر.
3. تآكل القيود السياسية والقانونية والأخلاقية التقليدية، التي
تحكم وسائل الإعلام، في بعض الدول، وتعوق عملها وحركتها، وحركة وحرية
العاملين فيها.
4. ستؤدي حرية تدفق الصور والمعلومات، القادمة عبر الفضاء، إلى
سيطرة الإعلام المرئي على الوقت المخصص لقراءة واستهلاك الصحف، من
القاعدة التقليدية للقراء. ومن ثم ستتأثر المهنة، ومكانتها، وموقع
العاملين بها، لصالح العاملين بالإعلام المرئي، في القنوات الفضائية
العربية والأجنبية.
5.استقطاب الإعلام المرئي لقطاعات واسعة، من المعلنين، يؤدي إلى
تآكل قاعدة القراءة، خاصة في الدول، التي يتزايد فيها معدلات أمية
القراءة والكتابة.
ولعل من أبرز آثار الثورة الراهنة، في تكنولوجيا المعلومات والاتصال هو ظاهرة تراجع وسائل الإعلام المطبوعة، وما تزامن معها من صعود للتلفزيون، باعتباره مصدر المعلومات المفضل، لدى الجماهير، منذ أربعين عاماً، وحتى الآن. ولا يدرك معظم الناس حجم ونطاق هذه الظاهرة؛ ففي الفترة من عام 1960 وحتى عام 1995، ظل إجمالي توزيع الصحف اليومية الأمريكية مستقراً عند حوالي 59 مليون نسخة، في حين ازداد عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية من 180 مليون نسمة، إلى 260 مليون نسمة، في الفترة نفسها، وهو ما يعني انخفاض معدل القراءة، لدى الفرد، بنسبة الثلث ويرى البعض أنه من المرجح أن تتزايد معدلات هذا التراجع، نظراً لأن نسبة قراء الصحف تقل، بنسبة الضعف، عند أولئك، الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، مقارنة بهؤلاء الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة .