فن المسرحية:
اختلفت الآراء حول شكل مسرحنا العربي المعاصر: هل هو شكل عربي، أم أوربي؟!.
ولكن بعد مناقشات كثيرة حول هذا الموضوع، أجمع الباحثون على أن فن المسرح لم يعرفه العرب
في القديم وذلك لأسباب منها:
1- الترحال الدائم للعرب وضعف الإحساس بالاستقرار، والمسرح ظاهرة تتطلب الاستقرار .
2- أن اللغة العربية بقوالبها الشعرية الفائقة لا تلائم المسرح الذي يحتاج إلى لغة الحياة اليومية.
3- أن الوضع السياسي للمجتمع العربي لم يكن يشجع هذا الفن الذي هو فن جماهيري في الأساس، وله صفة نقدية أصيلة.
4- أن وثنية الجاهلية كانت وثنية سطحية لم تتمخض عن طقوس تؤدي إلى نشوء فن التمثيل كما حدث عند الإغريق القدماء وكاد يحدث عند المصريين القدامى لولا غلبة روح المعبد عليه.
ولكن متى عرف العرب المسرح المكتوب؟
أجمع الباحثون على أن المسرح العربي المكتوب لم يقم إلا في حوالي منتصف القرن
الماضي (1847).
بدايات الكتابة المسرحية:
لقد بدأت الكتابة المسرحية أولا باستيحاء المسرح الفرنسي والإيطالي والأخذ عنهما، مع إجراء بعض التعديلات التي تتقارب مع ذوق الجمهور وثقافتهم، وقد ظهرت بعض الأعمال المسرحية المؤلفة، ولكن كان مؤلفوها متأثرين بالأسلوب الأوربي في رسم الشخصيات أو تطور الأحداث أو غيرها من أساليب الكتابة المسرحية، وقد استمرت هذه البدايات هكذا إلى ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن تقريبا.
وقد لا يسمح المجال هنا لذكر كل الأعمال المسرحية المستوحاة من الغرب أثناء المراحل الأولى لبدايات المسرح العربي،ولكن لا بأس من ذكر محاولة في هذا المجال وهي مسرحية :السيد) لكورنى، فقد ترجمها محمد عثمان جلال وقدمها للمسرح تحت عنوان (السيد)، ثم تناولها شاكر عازار تحت عنوان( تنازع الشرف والغرام) وقدمها للمسرح ، ثم تناولها نجيب حداد تحت عنوان (غرام وانتقام )، ثم توالت ترجمتها فيما بعد عشرات المرات.