مى مشرفــــــــة
عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 03/06/2010 العمر : 36 الموقع : www.n2011.yoo7.com
| موضوع: وظائف الصحافة ( 1) الجمعة يونيو 04, 2010 1:02 am | |
| وظائف الصحافة
يصعب تحديد الخدمة أو مجموع الخدمات التي تقدمها الصحيفة إلى الجمهور، ويزيد من صعوبة تحديدها، تنوعها وتنوع قرائها وتشابك محتواها. وقد تجاوزت الصحافة، كغيرها من وسائل الإعلام الجماهيرية، في أيامنا هذه ـ بما أتيح لها، من إمكانيات تقنية متطورة وبما اكتسبته، من أهمية في حياة الناس ـ ما تعارف عليه باحثو الاتصال من وظائف تقليدية لتلك الوسائل ـ فقد حدد "لا سويل"، في أواخر الأربعينات، من القرن العشرين ثلاث وظائف للإعلام هي: مراقبة البيئة المحيطة، والعمل على ترابط أجزاء المجتمع ووحدته في مواجهة البيئة، والاهتمام بنقل التراث الثقافي عبر الأجيال المختلفة. توالت على تلك الوظائف، الإضافات اللاحقة، التي أسهم بها باحثون آخرون، مثل رايت، الذي أضاف وظيفة التسلية، أو الترفيه، ومثل ديفيتو، الذي أورد وظائف أخرى، كالدعم والمساندة والتعليم؛ ومثل شرام، الذي رأى أن الوسيلة الإعلامية، يمكن اعتبارها مروجاً للسلع والخدمات التجارية بيننا كأفراد، مشيراً بذلك، إلى الوظيفة الإعلانية. ويؤكد هذا التطور المتواصل، لوظائف الإعلام، في المجتمعات الحديثة، أن الوسيلة الإعلامية غدت اليوم "مؤسسة اجتماعية تمارس دوراً كاملاً، في حياة أفراد المجتمع مثل بقية المؤسسات الاجتماعية الأخرى" إذ تؤدي وظائف تربوية وتعليمية من شأنها أن تقلل من حدة الفوارق الثقافية، بين فئات المجتمع المختلفة، وأن تحدث تجانساً فكرياً، من خلال ما تقدمه من مواد إخبارية، وغير إخبارية. يرى البعض أن من الوظائف الحيوية للصحافة أن تحارب الجمود الفكري، الذي هو إحدى سمات النظم غير الديموقراطية، التي تفرض سلطانها وأسلوب تفكيرها، على أفرادها. بحجة توحيد الصفوف، الأمر الذي يتنافى مع طبيعة تطور المجتمعات. فمن واجب الصحافة أن تحدث وئاماً، أو تقارباً فكرياً اجتماعياً، من خلال ما تقدمه من ثقافة، ومعلومات، وأخبار على جميع المستويات الاجتماعيـة، حتى لا تتصف بالتحيز لفئة على حساب الأخرى، وحتى يمكنها الالتزام بالموضوعية. الصحافة ووظيفة الاستطلاع، أو مراقبة البيئة هي أهم وظائف وسائل الإعلام، والصحافة، بما تملكه من شبكات واسعة، في جميع أنحاء العالم، من مراسلي الصحف والتليفزيون والإذاعة. ويقسم البعض وظيفة الاستطلاع، أو مراقبة البيئة، إلى نوعين رئيسيين، هما: الأول: الاستطلاع التحذيري، ويتمثل في اضطلاع وسائل الإعلام بالإبلاغ عن المخاطر المقبلة، مثل الهجوم العسكري، والكساد الاقتصادي، وزيادة التضخم. والثاني: هو الاستطلاع الأدائي أو الخدمي، أي نقل المعلومات، التي يستفيد منها الأفراد في حياتهم اليومية. وجدير بالذكر أن سرعة نقل المعلومة، قد صاحبها بعض السلبيات مثل: عدم الدقة أو تشويه الحدث، أو محاولة توجيه الرأي العام وجهة ما.
الوظيفة الإخبارية للصحافة ينتج عن عملية الاستطلاع، ومراقبة البيئة، التي تقوم بها وسائل الإعلام، وعلى رأسها الصحافة، تحقيق الوظيفة الإخبارية، التي تختص بإمداد القراء بالأخبار، التي يشترط أن تكون إخبارية صرفة، لا يجوز التحريف فيها أو التغيير، وذلك يستلزم احترام قدسية الخبر. أمَّا في حالة التعليق على الأخبار، فيمكن للصحيفة معالجتها بطرق مختلفة، تتفق مع الفئات المختلفة لجمهور الصحيفة، ومهمة التعليق الأولى، هي توضيح نقاط الخبر الغامضة. وتشترط الوظيفة الإخبارية توافر ثلاثة عناصر:
1. التكامل أي تتبع الخبر من نشأته حتى نهايته، والبحث عن العناصر المكملة له، سواء عن طريق المصادر الأصلية أو أقسام المعلومات.
2. الموضوعية هي أهم مبادئ تحرير الخبر في المجتمعات الديموقراطية، إلاّ أن الموضوعية الكاملة حالة مثالية، لا يمكن تحقيقها، ومهما حاول الصحفي الوصول إليها، فسوف تظهر بعض العناصر والاتجاهات الفردية، وعلى الرغم من ذلك فإن الالتزام بالموضوعية هو الركن الأساسي لكل عمل صحفي. ولتحقيق هذا المبدأ، لا بد من البحث والتحقق من صحة الخبر وأركانه، وهنا لابد من التفرقة، بين عدم كفاية الموضوعية، لأسباب خارجة عن الإرادة، وبين التحريف المتعمد للخبر.
3. الوضوح المقصود هو الوضوح في العرض، الذي يؤدي إلى فهم المحتوى، من جانب المختصين، وعامة الشعب على السواء. مع تجنب خطر التبسيط، الذي قد يؤدي إلى التحريف، ومن ثم عدم فهم المشكلة كما ينبغي، والحذر من المبالغة في التبسيط، لأن ذلك يؤدي إلى شعور بعض الفئات بالاستهانة بذكائهم. وجد صالح أبو إصبع وتوفيق يعقوب، في دراستهما، حول قراءة الصحف، في دولة الإمارات العربية المتحدة التي أجريت في مارس 1984، على عينة عشوائية من قراء الصحف العربية، من مواطنين ووافدين عرب، تتكون من 119 مبحوثاً، بعد استبعاد استمارات الذين لا يقرأون الصحف، أن الصحيفة هي الوسيلة المفضلة لمتابعة الأخبار، لدى 59.5 % من أفراد العينة، يليها يفضله 32.5 %، فالراديو 8. % وأهم الصحف المحلية المفضلة هي: الخليج 48 %، الاتحاد 48 %، والبيان 15 %. ويطالع 77 % من المبحوثين صحيفتهم يومياً، و48 % يقرأونها، بعد العمل، ويحتفظ 60 % من المبحوثين بالصحيفة أو بجزء منها، بعد الانتهاء من قراءتها. وتبين من دراسـة ميدانية، حول الصحافة اللبنانيـة، أن نسبـة قراء الصحف في لبنان هي 2 إلى 3. ويبلغ المتوسط العام لقراءة الصحف في بيروت 85% مقابل أدنى معدل، في المنطقة الجنوبية، حيث لا تتجاوز نسبة اللبنانيين، الذين يقرأون الصحف 61 %. ويقرأ الصحف العربية 80 %، منهم 14 % يقرأون الصحف الصادرة باللغة الفرنسية، في البقاع 3 %. ويطالع 41 % من اللبنانيين الصحف ـ حتى الصباحية منها ـ عند المساء. ويختار 30 % من اللبنانيين، جريدتهم على أسس موضوعية، و27 %، تحت تأثير التعود، و14.5 % لميول الجريدة السياسية. وتشكل الجريدة وسيلة أولى للإعلام، بالنسبة لنصف اللبنانيين، وتبلغ هذه النسبة أعلاها في بيروت 82 %، في صفوف الجامعيين. وتبين أن 65.5 % من اللبنانيين، يناقشون القضايا الأساسية الواردة في الجريدة. وتتبنى النسبة الباقية وجهة نظر الجريدة. وتبين من دراسة ميدانية، أجراها اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، على خمسة آلاف ممن بلغوا 16 سنة فأكثر، في جميع عواصم محافظات مصر عدا محافظة الوادي الجديد، أن أكثر من أربعة أخماس مجموعة الدارسين المتعلمين، (2.8 % من حجم العينة) يقرأون الصحف بانتظام، مقابل 12.1 %، يقرأونها أحياناً. ولا يختلف الذكور والإناث، في الإقبال على قراءة الصحف بانتظام. وأهم الأبواب والموضوعات، التي يهتمون بها هي: الحوادث (64.5 %)، والأخبار السياسية (62.4 %)، والرياضة (48.5 %) والكاريكاتير(37.5 %)، والقصص (19.1 %)، وما يتصل بمهنهم المبحوث (7.3 %). كما قرروا أن أهم مصادر الحصول على الأنباء، هي التليفزيون (72.7 %)، فالإذاعة (41.5 %) فالصحف (29.5 %) ومصادر أخرى (10.8 %). وجاءت الصحف، في المرتبة الأولى عند قادة الرأي (89 %) يليها التليفزيون 86 %، والإذاعة (81 %)، ومصادر أخرى (8 %). ولكن قدرة الصحافة المطبوعة، على أن تكون المصدر الأول للمعلومات، بدأت في السنوات الأخيرة، تتراجع أمام قوة التليفزيون. ففي دراسة قريبة، على عينة من طلاب المدارس، حول الرسائل الإعلامية، التي تستخدم للتوعية المرورية، من خلال وسائل الإعلام في المملكة العربية السعودية كانت النتائج أن: 6و6 % من العينة قرأت الرسائل محل الدراسة في الصحف، و4.4 % من العينة سمعت الرسائل المذاعة بالراديو، بينما 63 % من العينة رأت الرسائل متلفزة. وفي بحث أجري في لبنان حول الآثار النفسية والاجتماعية للتليفزيون على الشباب، تبين أن 75 % يشاهدون التلفزيون بانتظام، وأن 61 %، منهم يفضلونه على القراءة. وفي الكويت أجري بحث على 2056 شاباً، بهدف التعرف على اتجاهات الشباب نحو القراءة، مقارنة بمشاهدة التليفزيون، تبين أن التليفزيون صرف 62 % منهم عن القراءة، في حين لم تصرف الإذاعة إلاّ 24 % فقط. الصحافة ومهمة الخدمات العامة
من بين الوظائف التي تقدمها الصحافة الآن، مهمة الخدمات العامة، أي تزويد القارئ بأخبار صحفية، وموضوعات تخدمه في حياته، ويحصل على فائدة مباشرة منها. ويدخل في نطاق مهمة الخدمات العامة إعلان مواعيد شركات الطيران الوطنية، وأخبار السينما والمسرح والنقد ومواعيد المحاضرات العامة، وأماكنها، والنشرة الجويـة، وإعلانات الوظائف، والإعلانات التجارية، وأخبار الأسواق، المحلية والعالمية، وأخبار أسواق الأوراق المالية، والمعاهدات التجارية، إلى غير ذلك. ومن ثم توفر على المواطن، كثيراً من العناء، في عملية البحث عن حاجياته اليومية، وتنقل له أخبارها داخل منزله. وهناك تيار صحفي الآن، يطلق عليه تيار صحافة الخدمات، ينتشر في الصحافة في العالم، ويعالج الأحداث والأفكار، من وجهة نظر فائدة القارئ المباشرة. الصحافة توثيق للأحداث ومصدر للتاريخ نجم عن الوظيفة التقليدية للصحافة، وهي الإعلام أو الأخبار، وظيفة جديدة هي التوثيق؛ فسرعة تطور العلم الحديث تجعل المؤلفات الموسوعية، أو المواضيع التي تعالجها الكتب حقائق قديمة. ومن ثم تضطلع الصحافة المعاصرة، بمهمة تجديد المعلومات والمعارف وملاحقتها، بفضل دوريتها، التي تسمح لها بالقيام بهذا الدور، أفضل مما يقوم به الكتاب، الذي لا يعاد طبعه بسرعة دورية الصحيفة، فضلاً عن أن عدد قراء الكتاب، أقل بكثير من عدد قراء الصحيفة. ومع ثورة المعلومات، لم يعد في قدرة الكتاب المطبوع، بشكله المعروف، أن يلبي حاجة المؤرخين، إلى رصد الوقائع التاريخية المتلاحقة، أو متابعتها، بينما نجحت الصحافة في ذلك؛ فالصحافة اليومية تقدم للمؤرخ، وقائع الحياة الاجتماعية، في حركتها اليومية، في حين تقوم المجلات الأسبوعية بتلخيص هذه الوقائع وتحليلها. والصحفي يعد مصدراً رئيسياً للمؤرخ، حين يتعلق الأمر بتسجيل وقائع الحياة اليومية، أو حين يتعلق الأمر، برصد الاتجاهات الفكرية للأحزاب والأفراد، أو بدراسة تاريخ الصحافة نفسه | |
|